حين تجدني أهوي في حزني /خوفي دون ارتطام، لا تبق مكتوفَ الأيدي ، أمسك بي ..أحضني بقوة ، قبلني كطفلةٍ عادت للتو للحياة ، امسح رأسي / دموعي ، حتى ينفض عني الحزن/ الخوف ..و قل لي "لا خوف لا ألم " ، أعدني إلى الحياة ، أعطني عينك لأرى الألوان ، فعدساتي رمادية ، و وجهي أسود ، و حزني أسود ، و لون جلدي اسود ، و طريقي أشعث ..! ، أزح عني كل هذا السواد، أشعلي قنديلاً أعلقهـ بداخلي فأبصرني جيداً بيضاء من غير سوء، و اطفي جمرةً تحرق صدري ، أعرني ألواني ، لأرسم منزلاً ، و منارة ، و بحر ، و شجرة لوز ، و أنت و أنا ..و الأرانب البيضاء ، القطط الرمادية ، صوت العصافير ..و طفلنا الذي سيأتي ..و أبناء جيراننا الأشقياء ..
أعلم أحاديثي معك مملة و مكررة ، حتى أنا مللت من الحديث ذاتهـ أكررهـ في كل يوم كمسجل لا يحمل غير شريطٍ واحد يعيدهـ كل يوم ، لكن ..صمتي أيضاً معك يجلب لك كل التأويلات السيئة ، و يعزز فيك شيطانك وساوس لا تخصك و لا تخصني ، بل تخص غيرتك ..! ، علمني كيف أقول الحكايا كما باقي النساء ، فأنا لا أتقن سرد الحكايا إلا عنك وحدك ، حيثُ لا أراك إلا أنت، و لا أبصر إلا أنت ، و لا ابكِ إلا أنت و لا أبغِ إلا أنت ، و يشقيني أن لا ترى إلا أنا ، و لا تبصر إلا أنا و لا تبكِ إلا أنا و لا تبغِ إلا أنا ..! ، أترى كيف أنا هي مجنونتك ؟!
بصمتٍ رتيب تتابع نشرة الأخبار ، و مباراة كرة القدم ، و المسلسلات الهندية ..ووو ..و أحاديثي ..! ، من أين لك بكلِ هذا الجمود تصطحبهـ معك في طريقٍ لا يعرف غيري و غيرك و باب بيتنا المكسور ..؟! ، لا أعرف لم مع جمودك هذا و صمتك الرتيب أحبك ، أحبك بسيئاتك و خيراتك ، أحبك بجنونك و عقلك ، أحبك بكسورك و جبروك ، أريد أنت، لأنك لي وحدي ..، فأنت وحدك من يمتزج بجنوني ، و يظللني تحت الشمس ، و يعري مني كل الخوف ، فكنت أنت تدفق الأمان ..و الحب ..و الأشياء التي أحب و أريد ..
لكن ، فيما لو ارتطمت ، عد إلى مكانك ، حينها إما أكون قد مت ، و إما قد صحوت فلا احتاجك ، فقط دعني أجرب ، كيف هي الصحوة ؟!